وسائل للإتصال ام للإنفصال

إن
كثرة وسائل ألاتصال تجعلنا نظن أن العلاقات بين الناس صارت وطيدة أكثر مما
كانت عليه في الماضي ولكن ما نلاحظه هو أن هذه الوسائل نفسها جعلت الهوة
ما بين أفراد العائلة الواحدة تتسع فينزاح كل منهم إلى زواية يبصر من
خلالها أخر بعيدا بعيدا
جهاز
التلفاز مثلا يجعلنا نحيط بكل ما يجري في العالم و في الوقت نفسه نجهل ما
يدور بعقل أو بنفس الجالس بقربنا سواء كان أبا أو أم أو أخ أو أخت
فالنقاش
نجريه بصمت مع صور تلتقطها أقمار الصناعية و نعجز أو لا ننتبه من أن
نجريها مع ذوينا و السلوك الذي ننهجه ليس الذي تلقيناه من أبائنا و أنما
من الاشرطة و ألافلام التي نعيش معها بكل إنسجام
مثل
أخر الهاتف وخاصة النقال كل واحد منا تقريبا لديه هاتف خاص به و لكن
لانستغله كما يبنبغي مع العائلة الصغيرة أو الكبيرة بل أدخلنا في مشاكل
كثيرة منها مثلا أننا لا نتصل أصلنا بأفراد العائلة و السؤال عنهم وهذه
مشكلة وإما نكتفي بألإتصال دون القيام بواجب الزيارة مثل حالة المرض أو
ألآعياد وهذه مشكلة أخرى و أحيانا نكتفي برسالة مكتوبة قصيرة بدل ألاتصال
وبقية تعرفونها .
أعطيك
مثل أخر يتمثل في وسائل النقل كان من المفروض أن تجعل من زيارة الفرد ألى
أهله سهلة و متيسرة لكن ماذا يحدث ؟؟؟ تجد شاب أو رجل يجري بسيارته في كل
مكان و حين يسأله أحد :لما لا تزورني ؟ يقول : ليس لدي وقت)أنا جد مشغول
بينما كان الاولون يقطعون الدروب الوعرة مشيا على ألاقدام أو على الدواب
لسؤال عن حال ذويهم وحضور أفراحهم و أتراحهم
ربما
تقولون : أنه عصر السرعة و أقول :أنه عصر الفوضى إن وسائل ألاتصال الحديثة
تجعلنا نتعرف في يوم واحد على ألاف البشر ولكن لا يوجد من بينهم واحد
نفهمه جيدا نأنس بوجوده بل لو فعلنا ما إستبد بأنفسنا الضجر و الملل لآننا
ببساطة ألفنا ألانطلاق البحث عن المجهول و ألفنا مخاطبة الناس عبر الاسلاك
و الاقمارالصناعية و إذا مللنا منهم أغلقنا الهاتف كي لا يرن أوحملنا
سيارتنا و إتجهنا الى مكان لا يجدنا فيه أحدألا ترون ألان مثلي أن وسائل
الاتصال هي أول من تسهل إنفصال و الهروب عن الاقربين ؟؟؟؟؟؟؟ وده طبعا
بدون ما ننكر قيمتها.